نازيون جدد يحاولون اقتحام الرايخستاغ في ذكرى النصر على النازية
مظاهرات خارج الرايخستاغ الألماني في برلين 9-5-2015 |
برلين - i24news
حاولت مجموعة من ناشطي اليمين المتطرف في ألمانيا اليوم السبت اقتحام مبنى الرايخستاغ البرلمان الألماني، في الذكرى السبعين للنصر على النازية في ألمانيا. ورغم أن المظاهرات قد صادق عليها وزير الداخلية الألمانية في ظل انتقادات من أحزاب ومنظمات اليسار، مدعين أن هذه المظاهرات تأتي في "توقيت غير مناسب"، الا أنها تحولت عنيفة في مرحلة ما.
وبدأ ناشطو اليمين المتطرف بمسيرتهم في الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش نحو محطة القطار المركزية في برلين والتي تبع بضع مئات الأمتار عن مبنى البرلمان الألماني، تجمع مجموعة من المتظاهرين من الطرف الآخر ساعة قبل ذلك على ثلاثة جسور تشكل نقطة التقاء قرب المظاهرة. وحجبت الشرطة الأبراج الثلاث من الجانبين ومنحت ناشطو اليسار من الالتقاء "يبدو عليك أن ناشط يساري، ممنوع عليك الدخول" قال شرطي شاب الى رجل أصر على أنه كان مجرد سائح.
ووصفت السلطات الألمانية مظاهرات اليمين بأنهم "متشددون من اليمين المتطرف ينتمون للمشهد الهوليغاني (الرعاع)". وأكدت السلطات أن منظمي المظاهرة هم ناشطون في الحزب القومي الديمقراطي – اليميني المتطرف. وكان قد أكد نحو 35 ألف شخص مشاركتهم في التظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الشرطة قالت إن نحو 200-250 شخص فقط حضروها.
وحاول نحو 20 متظاهرا اقتحام الرايخستاغ من ما بعد خطوط الشرطة لكن رجال الشرطة تصدوا لهم بسهولة.
ودعت عدد من الأحداث عبر "الفيسبوك" الى "اقتحام الرايخستاغ" والإطاحة بالحكومة. وجاء في تصريح أحد هذه الاحداث "نظام ميركل والحكومة الإتحادية لا بد أن يرحل"، فيما دعا آخر لمليون صوت ضد "الأسلمة وأمركة أوروبا".
وكان شعار التظاهرة المركزي "معا من اجل ألمانيا، لأجل الوطن، لأجل الحرية، ولحماية الثقافة الألمانية". فيما يظهر من موقع المنظمين للتظاهرة كما أعلنوا "نحن ضد أي تطرف وضد أي تشدد. لا إسلامية، لا صهيونية، لا عنف". ورغم بعض التعليقات المتشددة والمتطرفة، شددت أجهزة الأمن على أنه لم يكن لديهم سبب للاعتقاد بأن المظاهرة لن تكون "سلمية".
"هذا مرفوض على أي شخص يهتم بمجتمع حر من العنصرية، حتى لو كانت هذه التصريحات في غاية الغرابة" كما أكد منظمو التظاهرة المضادة، تحالف الخضر، اليسار، وبعض المنظمات المناهضة للعنصرية. وقالت المتحدثة باسمهم نينا باومغارتنير إن المنظمين سيعملون كل ما في وسعهم "لمنع أي استفزاز من جانب النازيين الجدد، أعضاء بيغيدا، وداعمي نظريات المؤامرة الرجعية".
ولكنها شددت على أن "مطلب تنظيم مظاهرة نيو نازية قبالة الرايخستاغ، تحديدا في الذكرى السبعين للتحرر من الفاشية، هو أمر غير معقول ولا يقبله أي شخص محب للحرية".
وقال ليون ووندر لـi24news إنه جلب العلم الإسرائيلي ورفعه في التظاهرة "لإغضاب النازيين. لكنهم أقلية صغيرة هنا. الأغلبية العظمى هم بشر عاديون يعبرون عن تضامنهم. أوروبا في حرب مع روسيا لأن هذا ما يريده أوباما، لكننا لا نرى الروس كأعدائنا. الواقع هو أن حكومتنا لا تسمح للذئب الليلي أن يأتي هنا لمجرد وضع أكاليل الورد على قبور أسلافهم هو أمر غير منطقي وغير معقول".
وتخللت تظاهرة اليمين المتطرف متحدث باسم مجموعة راكبي الدراجات الروس "ذئاب الليل"، والذين نجحوا بالرغم من محاولة السلطات الأوروبية منعهم، نجحوا بإتمام رحلتهم المستمرة 15 يوما من موسكو الى برلين. وتضم المجموعة 20 قوميا روسيا بلغوا العاصمة الألمانية بعد منع بعضهم دخول بولندا، النمسا، وألمانيا، والتي اعتبرتهم أفراد خطيرون.
وقامت هذه المجموعة بإعادة استذكار الدرب الذي سلكه الجيش السوفياتي الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية، وركبوا دراجاتهم متقدمين نحو برلين ملوّحين في أعلامهم وأعلام قومجية أخرى دعما للإنفصاليين في شرق أوكرانيا. وكانت وقفتهم الأولى في برلين اليوم السبت النصب التذكاري السوفياتي للحرب في تريبتاور بارك، حيث شاركوا في حفل وضع الأكاليل الرسمي. ومن هناك واصلوا دربهم راكبين الدراجات عبر المدينة حيث انضموا للمتظاهرين من اليمين المتطرف.
وقال الإعلام الألماني إنه في وقت سابق بهذا اليوم التلقوا بزعيم منظمة بيغيدا المعادية للإسلام، لوتز باخمان. ويعتبر زعيم نادي راكبي الدراجات الروس – اليكساندر سالدوستانوف صديقا مقربا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجرت في برلين اليوم 27 مظاهرة مختلفة، شارك 1000 شرطي في تأمينها وحمايتها.
وكان قد عقد البرلمان الألماني يوم أمس الجمعة جلسة خاصة بغية إحياء "يوم يرمز الى بداية جديدة والتحرير المزدوج من الحرب والنازية". لكن معظم الألمان لم يكترثوا بهذا التاريخ وخصصت معظم الصحف عناوينها المركزية للانتخابات البريطانية.
"الحكومة والإعلام العام لا يحبون الاحتفال بهذا التاريخ كيوم التحرير، فهم يتحدثون عن انتهاء الحرب، حتى وإن كان هذا اليوم يرمز الى أكثر بكثير" قال عضو الحزب الشيوعي الألماني ستيفان ناتكي، الذي لا يزال يحتفل بهذا اليوم كيوم احتفالي بحق وحقيقة، مؤكدا "الناس هنا للأسف لا يرغبون بالنظر الى التاريخ. يعلمونهم بالنظر الى المستقبل فقط".
ورغم أن الشيوعيين لم يكونوا الوحيدين الذين شاركوا في احتفالات هذا اليوم، الا أن معظم الفعاليات غير الرسمية نظمتها منظمات يسارية. إحدى هذه الفعاليات تمت في مركز الشباب في حي "كوبينيك بورو" ببرلين، وهو مبادرة معادية للفاشية.
وقال ناشطون لـi24news إن "العديد من الشباب اليافعين لا يعرفون ما حدث في الثامن من أيار. لا يوجد يوم راحة أو ذكرى أو احتفال رسمي مخصص". وأضافوا: "لا توجد لدينا ثقافة تذكر وإحياء هذا اليوم. وهذا أمر مؤسف نظرا لأهمية هذا اليوم. الهوية الألمانية الجديدة التي تقدم وتنشر لدى الجيل الشاب تسمح لهم بإبعاد أنفسهم عن "الذكرى السلبية" المتعلقة بتاريخ ألمانيا، خصوصا في عهد الاشتراكية القومية (النازية). يتوجب على الحكومة الألمانية أن تقوم بأكثر من مجرد إلقاء الخطابات لإحياء ذكرى هذا اليوم. على الناس أن يذكروا أن النازيون ما لبثوا يشكلون مشكلة لهذه الدولة. الحرب ضد العنصرية ومعاداة السامية لم تنته بعد".
لا تعليقات في " نازيون جدد يحاولون اقتحام الرايخستاغ في ذكرى النصر على النازية "