ورقة الضغط لبوتن في الشرق الأوسط
بوتن وورقة ضغطه السورية
في سوريا البلد المدمور الذي سابقت كان مكان التقاطع لبعض الحضارات، ظهر الجنود الناطقين باللغة الروسية.
كانت هناك كثير من الأدلة إلى وجود المعدات العسكرية الروسية في سوريا، ومنها الطائرات والمروحات وناقلات الجنود المدرعة والطائرات بدون الطيار. ونظرا للمعلومات التي تتسلل إلى الإنترنت، يقودها الخبراء الروس أيضا.
بدأت المناقشات الحارة حول الفيديو الذي فيه يمكن سماع إطلاقات النار من ناقلة الجنود المدرعة الروسية من طراز 82آ والأصوات الناطقين بالروسية.
حسب معطيات جريدة The New York Times، قد تم نقل حوالي ألف العسكريين الروس إلى سوريا.
أوليكساندربوغومولوف مدير معهد الاستشراق لأكاديمية العلوم لأوكرانيا قال في مقابلته لـ"إيسبريسو. تي في": "المعطيات عن وجود العسكريين الروس في سوريا لها أسباب واضحة. أولا الحديث يدور حول تشكيل المجموعة الجوية العسكرية".
يشرح العالم أن الحكومة السورية تتلقى المساعدة الروسية لتأييد القوات الجوية العسكرية في حالة للاستعداد القتالي خلال كل وقت النزاع.
أشار أوليكساندر بوغومولوف إلى أن الطيران من أكبر أفضليات جيش نظام الأسد، ولكن الجيش السوري لا يستطيع تأمين الحالة المناسبة بمفردها لأنها يقتضي قطع الغيار الخاصة (التي تصنعها روسيا). يعني، روسيا يدعم النظام كل الوقت".
صديق كرملين من الشرق الأوسط
تعليقات السلطات الروسية حول هذا الأمر مختلفة. هناك التصريحات المشبهة لتصريحات روسيا عن شبه جزيرة القرم (يعني "جنودنا كانوا هناك دائما") والتصريحات المشبهة للتصريحات عن الدنباس (يعني لا تجد هناك القوات الروسية، هذه هي المساعدات الإنسانية").
قالت ماريا زاخاروفا الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية منذ أسبوعين: "أنا كما كل إدارة وزارة الخارجية الروسية، أشير دائما الى أننا لم نجعل هذه المعلومات سرية أبدا. وهذه سياستنا المتعلقة بتقديم المساعدة لسوريا (نظامها الرسمي)على مكافحة الإرهاب.
يسمي الأسد المعارضين بالإرهابيين. هم هؤلاء الناس الذين تمردوا في 2011 ولكنهم لم ينجحوا في التغلب على النظام. أولا، المعارضة السورية لم تتلق المساعدة الكافية من الغرب (مثل تكوين منطقة حظر الطيران فوق ليبيا). ثانيا، المعارضة السورية شهدت الحرب على جبهتين: من الناحية الواحدة الحرب ضد قوات النظام، ومن الناحية الأخرى قوات المجموعات المتطرفين من داعش و"جبهة النصرة" وألخ.
على الفكرة الروس لم يتركوا قاعتهم في طرطوس. هذا الميناء قاعدة روسية أخيرة في الخارج البعيد سوى قاعدات روسيا في الدول التي أعلانت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
هناك الأدلة على أن الروس ينقلون الأسلحة للأسد عبر طرطوس. روسيا تدعي بأن طرطوس مركز صغير لخدمة السفن فقط.
ماذا يريد بوتن؟
بشار الأسد "ورقة الضغط" لبوتن في اللعب الدولي، والرئيس الروسي يحاول أن يؤثر به على الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واللاعبين الأخرين. توجد الآراء أن بوتن يريد أن يبادل سوريا لأوكرانيا: بوتن يدع إقناع الأسد للتنازل عن السلطة ويأمل بإغلاق مسألة القرم هكذا.
طبعا، هذا الرأي سطحي جدا، ولكن مهمة الجيش الروسي في سوريا تعزيز نظام الأسد والعرض أن بوتن له التأثير الكبير على الأسد".
في ألعاب الشرق الأوسط "ورقة الضغط" الأهم لروسيا هي التأثير على الأسد. فورقة الضغظ هذه تمكن روسيا من المشاركة في المناقشات. إذا روسيا تنازلت عن موقفها أو إذا اختفى النظام، فقدت روسيا كل تأثيرها".
روسيا تؤثر أوروبا بصورة غير مباشرة بدعمها لنظام الأسد لأنها تؤيد ظروف وجود تدفق اللاجئين. كل هؤلاء الناس الذين انتظروا استقرار الوضع، الآن لا يرون نهاية النزاع لأنها يتعقد كل الوقت. وكل هؤلاء الناس يهربون إلى أوروبا.
الآن اهتمام الجنرالات الروس تلهى عن الدنباس إلى سوريا، والمشاركة في النزاع السوري تقتضي المال الكبير، وكل ذلك يضعف الاقتصاد الروسي.
الآن مستقبل روسيا يتوقف على نوع السياسة الذي سيختاره المجتمع الدولي. إذا كانت هذه السياسة "ناعمة" والمجتمع الدول حاول أن يتفق مع بوتن، هو حصل على ما يريده. إذا كانت السياسة حازمة، ما اتفق أحد مع بوتن، والاقتصاد الروسي يغرق تحت الإنفاقات العسكرية الضخمة واصبح شعبه فقيرا.
المصدر: أوكراني نيوز عربي -- إيسبريسو تي في
المصدر: أوكراني نيوز عربي -- إيسبريسو تي في
لا تعليقات في " ورقة الضغط لبوتن في الشرق الأوسط "