أوكرانيا: بعد نحو أسبوعين على هجوم كييف المضاد تصاعد للقتال ودخول أفريقي على خط الوساطة
باريس ـ «القدس العربي»: بعد حوالي أسبوعين من بدء الهجوم الأوكراني لاسترجاع الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا، يتصاعد التوتر على الجبهة، من دون معرفة ما إذا كانت أوكرانيا على طريق النجاح، وسط حديث عن تقدم أوكراني ببطء. في خضم ذلك، دخل الأفارقة على الخط بوساطة سلام جديدة أملاً في أن تقود إلى وضع حد للقتال المستعر.
يتركز القتال حاليا على ثلاثة محاور رئيسية: منطقة باخموت في شرق أوكرانيا، ومنطقة فولغدار بجنوب شرق أوكرانيا وأوريخيف بجنوبها. وتؤكد كييف تقدّم قواتها في كل محاور هذا الهجوم المضاد، مع تحدث قيادات في الجيش الأوكراني عن «تقدّم تدريجي» وتحقيق «نجاحات تكتيكية». وقالت القوات الأوكرانية إنها تتقدم في الجنوب، لكن الأوضاع ملتهبة في الشرق. وأكدت أنها استرجعت السيطرة على نحو مئة كيلومتر مربع من أراضيها بعد نحو أسبوع من بدء هجومها المضاد ضد القوات الروسية، بما في ذلك ثلاث قرى في منطقة دونيتسك. وأيضا، أعلنت سيطرتها على مرتفعات بارزة وغابات ما سيسمح لها بإجبار القوات الروسية على الخروج تدريجياً من ضواحي باخموت.
في المقابل، يقلل الروس، حتى الآن، من أهمية التقدم المعلن من قبل كييف وحلفائها، ويقولون إن القرى التي استولى عليها الأوكرانيون لم تكن في الواقع تحت السيطرة الروسية، وكانت تقع في المنطقة الرمادية بين الجيشين. وتحدث الروس عن تكبيد الأوكرانيين «خسائر فادحة» في الأيام الأخيرة. وأعلنت موسكو هذا الأسبوع عن الاستيلاء على دبابات من طراز «ليوبارد» وعربات مصفحة من طراز «برادلي».
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا خسرت مئة وستين دبابة وثلاثمئة وستين مدرعة، وهو ما يُعادل، وفق سيد الكرملين، حوالي خمسة وعشرين أو ثلاثين في المئة من المعدات التي استلمتها كييف من حلفائها الغربيين. في المقابل، أقّر الرئيس الروسي بخسارة جيش بلاده لأربع وخمسين دبابة، فيما أعلن سلاح الجو الأوكراني عن إسقاط ما لا يقل عن اثني عشر صاروخاً روسياً، من نوع «كيندال» فرط صوتية و «كاليبر».
فرص نجاح الهجوم؟
الرئيس الروسي، اعتبر أن هذا الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية «لا يملك أي فرصة للنجاح» قائلا إن قوات كييف «تتكبّد خسائر كبيرة» و«لن تتمكن من القتال لفترة طويلة بسبب نفاد معداتها العسكرية». لكن محللين وخبراء عسكريين يرون أنه ما يزال من السابق لأوانه استخلاص النتائج بشأن نجاح أو فشل هذا الهجوم المضاد الأوكراني. ويقولون إن أوكرانيا لم تستخدم بعد القسم الأكبر من قواتها وهجومها المُضاد، وأنها ما تزال تختبر الجبهة لتحديد نقاط ضعفها. في حين، يؤكد آخرون أن الروس استغلوا الشتاء في بناء شبكة تحصينات مكونة من عدة طبقات دفاعية، وأن المؤشرات الأولى تميل إلى الخسائر الأوكرانية ستكون فادحة، وفق مصادر غربية.
الأمين العام لحلف الناتو، النرويجي ينس ستولتنبرغ، أكد خلال اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف الجمعة ببروكسل، أن القوات الأوكرانية تكثف عملياتها على طول خط المواجهة وتحرز تقدمًا، لكنها تعمل في تضاريس صعبة ضد القوات الروسية المتحصنة وتواجه «قتالًا عنيفًا». وشدد على «ضرورة زيادة الدعم لأوكرانيا» مرحّباً «بالمساهمات الجديدة التي قدمّها الحلفاء» لكييف، حيث ستبدأ هولندا والدنمارك في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات F-16 وتعتزمان تسليم صواريخ دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
لا تعليقات في " أوكرانيا: بعد نحو أسبوعين على هجوم كييف المضاد تصاعد للقتال ودخول أفريقي على خط الوساطة "