ترجمة | ماذا تعرف عن شبه جزيرة القرم والتتارالمسلمين ؟

بواسطة Unknown - 2015-08-12 - لا تعليقات

ماذا يعرف العالم عن الشعب الأصلي المسلم لشبه جزيرة القرم وعن مصيره الصعب
في القرن الماضي، عندما عاش المأسة الكبيرة التي تُذكر عن نفسها اليوم؟

في 1941 تم تجنيد أغلبية رجال تتار القرم إلى الجيش الأحمر بالاتحاد السوفياتي. كل عائلاتهم انتظرت إلى عودت أقاربهم إلى بيوتهم، ولكن تتار القرم لم يكونوا يعرفون أنهم سيكونون محرومين من وطنهم.

في اليوم 8 من شهر أيار 1944 صدر قرار سلطات الكرملين. التي اتهمت شعب تتار القرم فيه بالتعاون مع الفاشيين وأمرت بتهجيرهم القسري إلى آسيا الوسطى. ولكن كانت هذه الذريعة كاذبة لأن عدد التتار الذين اتفقوا على التعاون مع النظام الفاشي في شبه الجزيرة ما كان أكثر من عدد المتعاونين مع الفاشيين في الجمهوريات السوفياتية الأخرى، بينما 15% من تتار القرم ناضلوا على جانب الجيش السوفياتي وجزء أخر منهم انضم إلى مجموعات البارتيزانين. في اليوم 18 من شهر أيار 1944 في الصباح المبكر ظهر في شبه الجزيرة موظفون المسلحون للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية للاتحاد السوفياتي. أخذوا يطردون الناس من بيوتهم وأعطوا 15 دقيقة لجمع الأغراض الضرورية.

دفعوهم إلى عربات البضائع، وأغلقوها ونقلوهم بها وكأنهم بقر. لم يعطوا الناس الماء، وشرب التتار من البحيرات والنهور فتمرضوا وماتوا من الجمى التيفية ومن العطش لا يطاق.. لم تسامح المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية بدفن الموتي، وترك موظفوها الجثث في محطات القطارات. كثير من العجائز ماتوا لأنهم لم يتحملوا صعوبات الطريق. السلطات أسكنت أغلبية التتار في أوزبكستان في المخيمات المغلقة والمحيطة بالحرسة.

كان كثير من العائلات مفرقة وعدد كبير من الناس أضاعوا أقاربهم، وكان بينهم من لم ينجحوا في التوحيد مع عائلاتهم حتى في السنوات اللاحقة. استخدِم تتار القرم كالقوة العاملة الرخيصة، وأكدت سلطات الاتحاد السوفياتي السكان المحليين أنهم "خونة وأعداء الشعب السوفياتي" ومنعتهم من الدراسة بلغتهم الأم وضيقت حقوقهم كثيرا. كما نقلت السكان من روسيا وأوكرانيا إلى بيوتهم التي تركوها التتار، وغيرت أالأسماء التتارية للمدن والقرى والنهور إلى الأسماء الروسية، وحرقت كتبهم ودمرت الأنصاب التذكارية لهم وافتتحت دور السينما والمحلات التجارية في مساجدهم.

الوصول إلى المأتى

وضعهم تحسن قليلا في النصف الثاني للخمسينات عندما توسعت حقوقهم. نظم تتار القرم بعض المظاهرات في الخمسينات والستينات في المدن الأوزبكية طلبا بالإذن لهم للعودة إلى وطنهم. ولكن تمكن المنفيون من الرجوع إلى شبه جزيرة القرم من سنة 1989 فقط. عدد كبير منهم لم يروا ذلك اليوم وماتوا في الغربة.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واصبحت أوكرانيا مستقلة وقبلت عائلات تتار القرم التي ما زالت ترجع إلى شبه جزيرة القرم وقدمت لهم الجنسية الأوكرانية والحكم الذاتي. برغم من الصعوبات التي شهدتها أوكرانيا في التسعينات، تعايش الأوكران وتتار القرم في السلام والتحامس، وما كانت بينهم النزاعات بسبب الفرق في الأديان. تمكن تتار القرم من حفظ وتطويرواستخدام لغتهم ومن التعليم في المدارس بها، ومن تطوير ثقافتهم، ومن افتتاح مؤسسات الإدارة التتارية – كورولتاي والمجلس والمجالس المحلية.

عندما نشبت ثورة 2013 في كييف، كثير من الشباب التتار ذهبوا إلى عاصمة أوكرانيا ليؤيدوا الأوكران في نضالهم من أجل طريقة أوكرانيا المستقلة من تأثير روسيا، وأيدوهم المجلس في هذه المبادرة. ولكن في شهر شباط 2014 أتىت المصيبة الجديدة إلى أراضيهم وظهر هناك العسكريون الروس في الملابس العسكرية الخضراء وحاصروا مبنى المجلس في 26-27 شباط بسبب العلم الأوكراني المعلق عليه.

الناس الخضر" في القرم"

سرعان ما تم إعلن وتنظيم الاستفتاء لضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا بطريقة غير شرعية وبمخالفة كل القوانين الدولية. قاطع تتار القرم هذا الاستفتاء متذكرين كل الجرائم التي ارتكبت سلطات الكريملن ضدهم. تم تزوير نتائج الاستفتاء، وهكذا روسيا احتلت شبه جزيرة القرم.

أراد تتار القرم كالشعب الأصلي في هذه الأراضي أن يقيموا استفتائهم الخاص بموجب حقهم لتقرير مصيرهم لأنهم يرون أنفسهم كمواطني أوكرانيا.أصدر المجلس القرار التي يقال فيه إن تتار القرم لم يعترفوا بالضم العسكري لوطنهم إلى روسيا وتفريقه من أوكرانيا.

ولكن اليوم روسيا تفعل كل شيء لقمع روح تتار القرم. طردت قادة المجلس من شبه الجريرة ومنعتهم من العودة خلال 5 سنوات لاحقة، ولا يمكنهم الآن أن يكونوا مع شعبهم للدفاع عنه. يشهد تتار القرم التفتيشات في المدارس الإسلامية و اختطافات الشباب التتار وحتى حالات مقاتلهم. كما تحاول روسيا أن تفرق وحدة المجموعة الإسلامية لتتار القرم وأن تطردهم من وطنهم. لا تزال استجوابات إعضاء المجلس مستمرة، وترفض روسيا من تسجيل عددا من وسائل الأعلام التتارية. الشعب يعيش في الخوف والتوتر.

روسيا تأخذ لغة تتار القرم منهم: قللت عدد دروس اللغة التتارية في المدارس وإغلقت القناة التليفزيونية لا نظير لها في العالم لأنها لا توافق على الدعاية الكاذبة الروسية وتحفظ هوية تتار القرم. الآن يصل صوتها إلى شعبها من كييف ولكنها تظل ممنوعة في وطن تتار القرم.

تريد روسيا أن تمحو ذاكرة الشعب الأصلي فمنعت من احترام أرواح ضحايا التهجير القسري علنا، ولا يستطيع الناس أن يندبوا أقاربهم الذين ماتوا في الغربة بسبب سياسة الاتحاد السوفياتي.

اليوم يتم تفريق تتار القرم مرة أخرى. أكثر من 10 آلاف عائلة هاجر إلى أوكرانيا خوفا من الاضطهادات، كما يبقى هناك كثير من أبتاء هذا الشعب الذين يأملون انتهاء الاحتلال والتوحيد مع أقاربهم.

بناء على ذكريات شهود التهجير.

التسميات:

القرم اوكرانيا مقالات

عن "أوكرانيا نيوز عربي"

وكالة إخبارية أوكرانية مستقلة ناطقة بالعربية تهدف لخلق منظومة إخبارية عربية مستقلة في أوكرانيا تنقل الخبر بموضوعية وتغطي الأحداث بمصداقية. نقل أخبار أوكرانيا للعالم العربي وبالعكس لتقريب الصورة ومواكبة التطلعات لجميع فئات جالياتنا العربية.